ريفيو لكتاب هكذا تكلم زرادشت لنيتشه

يقدم هذا التقرير “ريفيو لكتاب هكذا تكلم زرادشت لنيتشه”، حيث يجادل بأن هذا العمل ليس مجرد أطروحة فلسفية، بل هو تجربة أدبية جذرية لا يمكن فيها فصل الأسلوب عن المحتوى. يعمل الكتاب كـ “إنجيل ساخر” مصمم لتفكيك الأسس الأخلاقية ذاتها للحضارة الغربية واقتراح نمط وجود جديد ومؤكد للحياة ليحل محلها.1 يُعتبر “هكذا تكلم زرادشت” العمل الأكثر شخصية وتحديًا لنيتشه، وهو “كتاب للجميع وللا أحد” 3، ويحتوي على مفاهيمه الأكثر أهمية: الإنسان المتفوق (Übermensch)، وموت الإله، وإرادة القوة، والعود الأبدي.3 إن صعوبته تنبع من طبيعته الرمزية والشعرية والمتناقضة في كثير من الأحيان، وهو ما يسعى هذا الريفيو لكتاب هكذا تكلم زرادشت لنيتشه إلى تحليله بعمق.6 سيستكشف التقرير سياق نشأة الكتاب، ثم يحلل عقائده الفلسفية الأساسية، وأخيرًا يتتبع إرثه المعقد وتأويلاته النقدية.

الجزء الأول: السياق والنشأة – تكوين نبي

1.1 الفيلسوف في عزلته

إن فهم السياق الشخصي والفكري الذي كُتب فيه العمل هو أمر أساسي لأي ريفيو لكتاب هكذا تكلم زرادشت لنيتشه. ألف نيتشه الكتاب بين عامي 1883 و1885، خلال فترة من الأزمات الشخصية العميقة؛ حيث كان يعيش بمفرده في ظروف متواضعة، ويصارع “اعتلالًا صحيًا مروعًا”، ويعاني من اضطراب عاطفي ووحدة شديدة.1 كُتب الكتاب في نوبات إلهام قصيرة ومكثفة مدتها عشرة أيام، مما يوحي بعملية إبداعية محمومة تكاد تكون جذبية.1 تمثل هذه الفترة تتويجًا لـ “فترته الناضجة” 9، بعد قطيعته النهائية مع تأثير شوبنهاور وفاغنر، حيث مهدت أعماله السابقة التي وصفت بأنها “تدمير عدمي” للرأي السائد، الطريق للمشروع البنّاء في هذا الكتاب.3

كانت اللحظة الحاسمة في أغسطس 1881، بالقرب من “كتلة صخرية هرمية” على ضفاف بحيرة سيلفابلانا، حيث أتته الفكرة المركزية للعود الأبدي “مثل ومضة”.3 هذه اللحظة من البصيرة، على ارتفاع “6000 قدم فوق الإنسان والزمن”، كانت البذرة التي نما منها العمل بأكمله.3 يتضح من خلال هذا الريفيو لكتاب هكذا تكلم زرادشت لنيتشه أن النبرة الجذبية والنبوية للعمل ليست مجرد خيار أسلوبي، بل هي تسامٍ مباشر لمعاناة نيتشه العميقة. لقد خلقت العزلة والمرض بوتقة نفسية أجبرته على “تجاوز” صراعاته الشخصية من خلال تحويلها إلى رؤية فلسفية تاريخية عالمية، فالكتاب ليس فقط عن التجاوز، بل هو فعل تجاوز في حد ذاته.10

1.2 “كتاب للجميع وللا أحد” – الأسلوب كفلسفة

يُظهر أي ريفيو لكتاب هكذا تكلم زرادشت لنيتشه أن الأسلوب الأدبي هو حجة فلسفية بحد ذاتها. تم تصميم بنية الكتاب عمدًا كمحاكاة ساخرة لنص ديني، وتحديدًا أناجيل العهد الجديد.1 فهو يروي “أقوال وأفعال” شخصية شبيهة بالنبي بأسلوب شبه إنجيلي، مكتمل بالأمثال والمواعظ والنبوءات.2 هذا الشكل هو “إعادة ترميز ساخرة” مصممة لتقليد التقليد المسيحي لطرد “معانيه المعيبة” من الداخل واستبدالها بمعانٍ جديدة مؤكدة للحياة.2 لقد حوّل نيتشه طموحه الفني إلى فلسفته، مستخدمًا رمزية غنية (الشمس، النسر، الثعبان، الأسد) ولغة مجازية لنقل أفكار تتحدى الجدال المنهجي التقليدي.3

إن العنوان الفرعي “كتاب للجميع وللا أحد” هو تحذير.1 هو “للا أحد” لأن نيتشه كان يعلم أن معاصريه سيسيئون فهمه وأن رسالته ليست لـ “الغوغاء”.1 وهو “للجميع” لأن موضوعه هو المصير النهائي للجنس البشري.1 وهذا يخلق نصًا يتطلب “اجترارًا” 7 — مشاركة نشطة وتأملية — بدلاً من الاستهلاك السلبي. من خلال هذا الريفيو لكتاب هكذا تكلم زرادشت لنيتشه، يتضح أن نيتشه، باختياره شكل الإنجيل الساخر، يؤدي “موت الإله” على مستوى اللغة. إنه يختطف أداة الحقيقة الدينية (الخطاب النبوي) لتقديم رسالة تبيد محتواها الأصلي، مبرهنًا بذلك أن سلطة الشكل لم تكن أبدًا متأصلة بل مُشيدة.

1.3 اختيار زرادشت – تجاوز الأخلاق من خلال ذاتها

إن اختيار الشخصية المحورية هو مفتاح أي ريفيو لكتاب هكذا تكلم زرادشت لنيتشه. أوضح نيتشه صراحةً سبب اختياره لزرادشت (زرادشت التاريخي) كبطل لروايته. لقد اختار النبي الفارسي على وجه التحديد لأنه كان أول من خلق نظامًا أخلاقيًا قائمًا على الصراع الكوني بين الخير والشر.3 يكمن جوهر الاختيار في مفارقة عميقة: يجب على خالق الأخلاق نفسه أن يكون هو من يعلن عن تجاوزها.14 يستخدم زرادشت نيتشه الفضيلة العليا لزرادشت الأصلي — الصدق — لفضح خطأ الأخلاق نفسها، فهو يمتلك “شجاعة” أكثر من أي مفكر آخر لأنه يجرؤ على مواجهة الواقع دون جبن المثالية.3

يتبع القوس السردي للشخصية رحلته من عزلته التي دامت عشر سنوات في الجبال (رمز عزلة الروح) لتعليم البشرية، ليقابل بسوء الفهم والسخرية.4 تتضمن رحلته التغلب على “غثيانه” واشمئزازه من الإنسانية ليحتضن أخيرًا مصيره كمعلم للعود الأبدي.10 إن هذا الريفيو لكتاب هكذا تكلم زرادشت لنيتشه يرى أن اختيار الشخصية ليس مجرد سخرية؛ بل هو تجسيد لمفهوم نيتشه عن

التجاوز الذاتي (Selbstüberwindung). فمثلما يجب على الفرد التغلب على نقاط ضعفه ليصبح أقوى، يجب تجاوز الأخلاق من الداخل، باستخدام أسمى مبادئها (الصدق) ضد نفسها، مما يؤدي إلى انهيار النظام من تلقاء نفسه.

للإطلاع على ملخص لفلسفة ماكس فيبر 

الجزء الثاني: العقائد الأساسية – مواعظ زرادشت

2.1 موت الإله وهاوية العدمية

يجب أن يوضح أي ريفيو لكتاب هكذا تكلم زرادشت لنيتشه أن عبارة “مات الإله” ليست صرخة إلحادية منتصرة، بل هي تشخيص اجتماعي وثقافي.6 إنها تعني أن “الإيمان بالإله المسيحي أصبح غير قابل للتصديق”.16 لم يعد الإله يمثل أساس الحقيقة والمعنى والأخلاق للحضارة الغربية.6 مع موت الإله، فإن الإطار الأخلاقي الأوروبي بأكمله، الذي “بُني على هذا الإيمان”، محكوم عليه بالانهيار.16 نتيجة هذا الانهيار هي العدمية — حالة تفقد فيها أسمى القيم قيمتها، مما يؤدي إلى عالم خالٍ من القيم الأخلاقية ويفتقر إلى الأهداف الإيجابية.6

يؤدي هذا إلى ظهور “الإنسان الأخير”، النتاج النهائي للعدمية: مخلوق جبان يبحث عن الراحة ويتجنب كل المخاطر والتطرف، ويجد الرضا في التفاهة.6 لكن الأهم من ذلك، أن نيتشه لا يرى هذا الأمر سلبيًا بحتًا. إن موت الإله هو “حدث هائل” 17 يخلق فراغًا، مما يمنح البشرية القوة المرعبة والمحررة في آن واحد لخلق قيمها ومعناها وغايتها الخاصة لأول مرة.4 إن هذا الريفيو لكتاب هكذا تكلم زرادشت لنيتشه يؤكد أن “موت الإله” يعمل كشرط مسبق ضروري لجميع مفاهيم نيتشه الرئيسية الأخرى. إنه “نقطة الصفر” الفلسفية التي يجب أن يُبنى منها عالم جديد؛ فبدون انهيار نظام القيم القديم، لا توجد حاجة للإنسان المتفوق لخلق قيم جديدة، ولا سياق لفهم إرادة القوة كقوة إبداعية جديدة، ولا اختبار نهائي مثل العود الأبدي.

2.2 الإنسان المتفوق كمعنى للأرض

الإنسان المتفوق (Übermensch) هو الهدف الذي يضعه زرادشت للبشرية: “الإنسان شيء يجب التغلب عليه”.19 إنه كائن تجاوز القيود البشرية التقليدية والأحكام المسبقة وأخلاق القطيع ليصبح خالق قيمه الخاصة.4 الإنسان المتفوق هو “معنى الأرض”، ويمثل تحولًا بعيدًا عن الآمال الأخروية نحو تأكيد جذري لهذه الحياة.20 في المقابل، يقف “الإنسان الأخير” كهدف بائس للمساواة الحديثة، يسعى فقط إلى الراحة والأمان، مما ينتج عنه مجتمع من الرداءة الراضية.6 يقدم هذا الريفيو لكتاب هكذا تكلم زرادشت لنيتشه تحليلًا لمثل التحولات الثلاث الشهير كطريق إلى الإنسان المتفوق 6:

1. الجمل: الروح التي تتحمل الأعباء، وتقبل الواجبات والقيم التقليدية (“عليك أن تفعل”).
2. الأسد: الروح التي تتمرد، وتدمر القيم القديمة وتكسب حريتها (“أنا أريد”).
3. الطفل: الروح التي تخلق من جديد، “براءة ونسيان، بداية جديدة، لعبة”. إنه يمثل “القول نعم” المقدس للحياة والخلق.

من الضروري تصحيح التفسير الخاطئ والاستيلاء على مفهوم الإنسان المتفوق من قبل النازيين كمفهوم عنصري.18 بالنسبة لنيتشه، كان الإنسان المتفوق هدفًا روحيًا وفلسفيًا للأفراد، وليس فئة وراثية أو عرقية. في الواقع، الإنسان المتفوق ليس حالة تطورية نهائية بل عملية مستمرة من

الخلق الذاتي. إن مثل التحولات ليس رحلة لمرة واحدة بل دورة مستمرة. حتى المبدع (الطفل) سيجد في النهاية أن إبداعاته أصبحت أعباء (الجمل)، مما يستلزم تمردًا جديدًا (الأسد) وبراءة جديدة (الطفل). إنها حالة ديناميكية من الوجود، وليست وجهة.

2.3 إرادة القوة كمحرك للوجود

يُعرّف أي ريفيو لكتاب هكذا تكلم زرادشت لنيتشه “إرادة القوة” (der Wille zur Macht) بأنها القوة الدافعة الرئيسية في كل الأشياء، لكنه يحذر من التفسير التبسيطي لها كمجرد رغبة في الهيمنة السياسية أو الجسدية على الآخرين.23 إنها دافع أساسي وغير واعٍ للتوسع والنمو والسعي والتغلب يميز كل الوجود، وليس فقط السلوك البشري.1 في البشر، تجد إرادة القوة أسمى تعبير لها ليس في السيطرة على الآخرين، بل في السيطرة على الذات والتجاوز الذاتي.24 إنها القوة لقيادة النفس، وتأديب الأهواء، وتحويل حياة المرء إلى عمل فني، وهذا يرتبط مباشرة بالإنسان المتفوق الذي هو “التحقيق الكامل لإرادة القوة السليمة”.1

تعتبر إرادة القوة قوة تفسيرية بطبيعتها. إنها ليست مجرد دافع أعمى، بل هي النشاط الأساسي لفرض المعنى والقيمة على العالم. كل فعل، كل معتقد، كل نظام أخلاقي هو تعبير عن إرادة معينة للقوة تفرض منظورها. على سبيل المثال، النظام الأخلاقي المسيحي هو إرادة القوة للضعفاء التي تفرض تفسيرًا على الوجود يجعل من ضعفهم فضيلة (“طوبى للودعاء، لأنهم يرثون الأرض”). إن خلق الإنسان المتفوق لقيم جديدة هو إرادة قوة أكثر قوة تفرض تفسيرًا مختلفًا ومؤكدًا للحياة. بناءً على ذلك، فإن الفلسفة والأخلاق ليستا سعيًا وراء حقيقة موضوعية، بل ساحات معركة تتصارع فيها تكوينات مختلفة من إرادة القوة لفرض تفسيراتها.

2.4 العود الأبدي كتأكيد مطلق

يُقدَّم مفهوم العود الأبدي كتجربة فكرية يعرضها شيطان: “هذه الحياة كما تحياها الآن وعشتها، سيتعين عليك أن تحياها مرة أخرى ومرات لا حصر لها”.11 هذا الفكر هو “الوزن الأعظم”، وهو مصمم لاختبار الموقف الأساسي للمرء تجاه الحياة. وظيفته الأساسية هي تحدٍ: هل سيسحقك هذا الفكر، أم ستحييه كأمر إلهي؟.26 إن القدرة على إرادة العودة الأبدية لحياة المرء بفرح، بما في ذلك كل ألم ولحظة معاناة، هي التعبير النهائي عن تأكيد الحياة و amor fati (حب القدر).11

على الرغم من أنه يعمل كتجربة فكرية، يبدو أن نيتشه (وزرادشت) يتعامل معه كحقيقة ميتافيزيقية حرفية داخل الكتاب.11 في السرد، يتمثل صراع زرادشت الأعظم في التغلب على اشمئزازه من فكرة أن حتى “الإنسان الصغير” سيعود أبديًا؛ وقبوله النهائي لهذا هو انتصاره المطلق.10 إن هذا الريفيو لكتاب هكذا تكلم زرادشت لنيتشه يرى أن العود الأبدي هو الآلية التي توحد الوجود والصيرورة. إنه يحل مشكلة العدمية من خلال إعطاء وزن وأهمية لا نهائية لهذا الوجود الأرضي الزائل، دون اللجوء إلى “ما وراء” عالم آخر. إنه يعيد تقديم شكل من أشكال الخلود، ولكن ليس في عالم آخر، بل يجعل هذه الحياة، هذه اللحظة، أبدية، وبالتالي يهزم العدمية بشروطها الخاصة.

الجزء الثالث: الإرث والتأويل – أصداء زرادشت

3.1 إرث من سوء الفهم – الاستيلاء النازي

إن أي ريفيو لكتاب هكذا تكلم زرادشت لنيتشه لا يكتمل دون معالجة تاريخه المضطرب. تم تحرير فلسفة نيتشه، وخاصة “زرادشت”، بشكل انتقائي وتحريفها والاستيلاء عليها من قبل شقيقته إليزابيث فورستر-نيتشه، وبعد ذلك من قبل النازيين.18 تم تحريف مفهوم الإنسان المتفوق من هدف روحي للفرد إلى مبرر للتفوق العرقي لـ “العرق الآري”.19 هذا يتناقض بشكل صارخ مع كتابات نيتشه نفسه؛ فقد كان معارضًا قويًا للقومية (“الصنم الجديد”) ومعاداة السامية.1 إن الأيديولوجية النازية هي مثال رئيسي على “أخلاق القطيع” التي يعظ زرادشت ضدها.

إن الاستيلاء النازي على “زرادشت” هو توضيح مأساوي ولكنه قوي لأحد مواضيع الكتاب المركزية: خطر تقديم القيم كعقيدة ثابتة يجب أن تطيعها الجماهير، بدلاً من كونها تحديًا للإبداع الفردي. لقد حولوا “كتابًا للا أحد” إلى كتاب لحركة جماهيرية، وأجبروه على الدخول في إطار الإيمان العقائدي الذي سعى نيتشه لتدميره. وبالتالي، فإن الاستقبال النازي ليس مجرد قراءة تاريخية خاطئة؛ بل هو تجسيد واقعي للفشل الفلسفي الذي يحذر منه زرادشت — الفشل في خلق قيم خاصة، وبدلاً من ذلك، اختيار تلقي وفرض عقيدة بشكل سلبي.

للإطلاع على ملخص لفلسفة حنة أرندت

3.2 الورثة الوجوديون وما بعد البنيويين

لقد مهد هذا العمل الطريق للوجودية في القرن العشرين.12 انخرط مفكرون مثل جان بول سارتر وألبير كامو بشكل مباشر مع عواقب “موت الإله” — الحاجة إلى خلق المعنى والقيم في عالم عبثي لا إله فيه.12 وقدم فلاسفة آخرون تأويلات عميقة، كما يوضح هذا الريفيو لكتاب هكذا تكلم زرادشت لنيتشه في الجدول أدناه، الذي يقارن بين التفسيرات المتباينة لمفاهيمه الأساسية.

الجدول 1: مقارنة بين تأويلات مفاهيم نيتشه الأساسية

المفهوم	التأويل النازي (استيلاء أيديولوجي)	التأويل الوجودي (مثل كامو/سارتر)	تأويل هايدغر (ميتافيزيقي)	تأويل دولوز (أنطولوجيا الاختلاف)
الإنسان المتفوق	مثال بيولوجي عرقي؛ الرجل الآري المتفوق المقدر له أن يحكم.	الفرد الأصيل الذي يتمرد على العبث ويخلق المعنى من خلال الفعل والالتزام.	الإنسان الذي يتجاوز عدمية الإنسان الحديث ليتولى السيادة على الأرض، محققًا بذلك الميتافيزيقيا.	الشخصية التي تؤكد الاختلاف وتجسد القوة الإبداعية للإرادة.
إرادة القوة	مبرر للهيمنة والتوسع السياسي والعسكري الوحشي.	الدافع الأساسي للفرد لتأكيد حريته وفرض مشاريعه على العالم.	المبدأ الميتافيزيقي النهائي لجميع الكائنات؛ الاسم الأخير للوجود في تاريخ الفكر الغربي.	العنصر التفاضلي الجيني للقوة؛ الدافع اللاواعي الذي يخلق ويفسر.
العود الأبدي	(تم تجاهله إلى حد كبير)	اختبار نفسي للأصالة؛ العبء النهائي الذي يجبر المرء على اختيار حياته بمسؤولية مطلقة.	الطريقة التي يكون بها الوجود كإرادة للقوة؛ “القانون البدائي” للكائنات ككل، متحدًا مع إرادة القوة.	المبدأ الانتقائي للوجود؛ التركيب الذي يؤكد فقط ما هو فعال ومختلف، وليس عودة الشيء نفسه.

 

3.3 التأثير خارج الفلسفة – الأدب والموسيقى والفن

يمتد تأثير “زرادشت” إلى ما هو أبعد من الفلسفة، وهو ما يجب أن يسلط عليه الضوء أي ريفيو لكتاب هكذا تكلم زرادشت لنيتشه. في الأدب، أُعجب مؤلفون مثل توماس مان، وهيرمان هيسه (“ذئب السهوب”)، وجيمس جويس، وفرانز كافكا بأسلوبه النثري الشعري، ومناهضته للواقعية، وتركيزه على التجاوز الذاتي والتحول الروحي.12 أما في الموسيقى، فإن أشهر استجابة هي قصيدة ريشارد شتراوس النغمية عام 1896 “هكذا تكلم زرادشت”، حيث استخدم شتراوس زخارف موسيقية لتمثيل مفاهيم مثل “لغز العالم” (الطبيعة) وصراع البشرية بين الإيمان والعاطفة.5 والجدير بالذكر أن نيتشه نفسه، وهو ملحن هاوٍ، اعتبر الكتاب “سيمفونية”.5

في الختام، يكشف أي “ريفيو لكتاب هكذا تكلم زرادشت لنيتشه” عن عمل يرتبط فيه الشكل الأدبي والمحتوى الفلسفي ارتباطًا لا ينفصم. إن أسلوب الكتاب النبوي، وشخصيته المركزية، وعقائده الأساسية، كلها تتلاقى في مشروع واحد: إعادة تقويم كل القيم وخلق إنسانية جديدة، مرتبطة بالأرض، ومؤكدة للحياة. على الرغم من صعوباته وتاريخه من سوء التفسير، يظل “زرادشت” نصًا حيويًا لأنه يواجه الأسئلة الأساسية للمعنى والقيمة والغاية الإنسانية في عالم ما بعد اللاهوت — عالم ما زلنا، في نواح كثيرة، نتعلم كيف نسكنه. إنه كتاب يجرؤ قراءه على أن يصبحوا مبدعين، مما يجعل رسالته ذات صلة أبدية.

Works cited

1. Thus Spoke Zarathustra Full Work Analysis – SparkNotes, , https://www.sparknotes.com/philosophy/zarathustra/section11/
2. Introduction – Nietzsche’s ‘Thus Spoke Zarathustra’ – Cambridge University Press & Assessment, , https://www.cambridge.org/core/books/nietzsches-thus-spoke-zarathustra/introduction/4803CAD4D73D72932C4ED240308A5EF7
3. Thus Spoke Zarathustra – Wikipedia, , https://en.wikipedia.org/wiki/Thus_Spoke_Zarathustra
4. Thus Spake Zarathustra by Friedrich Nietzsche | Research Starters – EBSCO, , https://www.ebsco.com/research-starters/history/thus-spake-zarathustra-friedrich-nietzsche
5. That Existential Feeling: Strauss’s Thus Spake Zarathustra – Houston Symphony, , https://houstonsymphony.org/strauss-zarathustra/
6. The Genius Behind Nietzsche’s “Thus Spoke Zarathustra” in 5 Points …, , https://www.thecollector.com/the-genius-behing-nietzsche-zarathustra/
7. The Structure of the Argument in Nietzsche’s Thus Spoke Zarathustra – MacSphere, , https://macsphere.mcmaster.ca/bitstream/11375/10738/1/fulltext.pdf
8. Thus Spoke Zarathustra | Reviews | Notre Dame Philosophical …, , https://ndpr.nd.edu/reviews/thus-spoke-zarathustra/
9. www.sparknotes.com, , https://www.sparknotes.com/philosophy/zarathustra/context/#:~:text=Nietzsche’s%20mature%20period%20began%20with,and%20battling%20horrendous%20ill%20health.
10. What makes Nietzsche’s Thus spoke Zarathustra a masterpiece and not the ramblings of a madman? – Reddit, , https://www.reddit.com/r/Nietzsche/comments/181ldfz/what_makes_nietzsches_thus_spoke_zarathustra_a/
11. Eternal Recurrence: What Did Nietzsche Really Mean? | Philosophy …, , https://philosophybreak.com/articles/eternal-recurrence-what-did-nietzsche-really-mean/
12. How Nietzsche’s Zarathustra Redefined Morality & Revolutionized …, , https://www.thecollector.com/nietzsche-thus-spoke-zarathustra-work-philosophy/
13. Thus Spoke Zarathustra Symbols – LitCharts, , https://www.litcharts.com/lit/thus-spoke-zarathustra/symbols
14. Why did Nietzsche choose Zarathustra as the the the the character of his book if he’s not really actually the historical/legendary Zarathustra (Zoroaster)? : r/askphilosophy – Reddit, , https://www.reddit.com/r/askphilosophy/comments/tlz3ng/why_did_nietzsche_choose_zarathustra_as_the_the/
15. Nietzsche’s declaration “God is dead” is often misunderstood as a way of saying atheism is true; but he more means the entirety of Western civilization rests on values destined for “collapse”. The appropriate response to the death of God should thus be deep disorientation, mourning, and reflection.. : r/philosophy – Reddit, , https://www.reddit.com/r/philosophy/comments/smmdsa/nietzsches_declaration_god_is_dead_is_often/
16. en.wikipedia.org, , https://en.wikipedia.org/wiki/God_is_dead#:~:text=The%20meaning%20of%20this%20statement,is%20bound%20to%20%22collapse%22.
17. God is dead – Wikipedia, , https://en.wikipedia.org/wiki/God_is_dead
18. In Nietzsche’s magnum opus, Thus Spoke Zarathustra, he delivers a story of redefining one’s own values, separating from the herd, and becoming a complete individual. This is done in the face of the deterioration of a mediocre society. : r/philosophy – Reddit, , https://www.reddit.com/r/philosophy/comments/sjoz2a/in_nietzsches_magnum_opus_thus_spoke_zarathustra/
19. Übermensch | Research Starters | EBSCO Research, , https://www.ebsco.com/research-starters/social-sciences-and-humanities/ubermensch
20. Übermensch – Wikipedia, , https://en.wikipedia.org/wiki/%C3%9Cbermensch
21. Nietzsche’s Übermensch (Overman) is one of his most important teachings. The Overman is declared as “the meaning of the earth”, one who overcomes nihilism by creating his own values and focusing on this life. The pinnacle of self-overcoming : r/philosophy – Reddit, , https://www.reddit.com/r/philosophy/comments/p3o956/nietzsches_%C3%BCbermensch_overman_is_one_of_his_most/
22. Influence and reception of Friedrich Nietzsche – Wikipedia, , https://en.wikipedia.org/wiki/Influence_and_reception_of_Friedrich_Nietzsche
23. Will to power – Wikipedia, , https://en.wikipedia.org/wiki/Will_to_power
24. Thus Spoke Zarathustra | Summary, Quotes & Analysis – Lesson …, , https://study.com/learn/lesson/thus-spoke-zarathustra-quotes-summary-analysis.html
25. What does Nirtzsche mean by Will To Power? : r/Nietzsche – Reddit, , https://www.reddit.com/r/Nietzsche/comments/17gri50/what_does_nirtzsche_mean_by_will_to_power/
26. Nietzsche’s Idea of Eternal Recurrence – ThoughtCo, , https://www.thoughtco.com/nietzsches-idea-of-the-eternal-recurrence-2670659
27. Gilles Deleuze – FAT WORM OF ERROR, , https://fatwormoferror.wordpress.com/tag/gilles-deleuze/
28. The Influence of Nietzsche | Common Errors in English Usage and More – Paul Brians, , https://brians.wsu.edu/2016/10/12/the-influence-of-nietzsche/
29. medium.com, , https://medium.com/a-little-stoic-wisdom/how-thus-spoke-zarathustra-changed-the-world-forever-1730948c1289#:~:text=The%20influence%20of%20Thus%20Spoke,clearly%20drawing%20from%20Nietzsche’s%20ideas.
30. Where do I go to understand Nietzsche’s fascination with literary mediums for his philosophy, , https://www.reddit.com/r/Nietzsche/comments/1byiqtf/where_do_i_go_to_understand_nietzsches/