
يتطلب استكشاف تاريخ مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل (التاريخية والحديثة) منهجية تحليلية صارمة، تمتد من الظهور المبكر للإسرائيليين في أواخر الألفية الثانية قبل الميلاد وحتى التأسيس السياسي لدولة إسرائيل في القرن العشرين، مروراً بالمناقشات الأيديولوجية المعاصرة. هذه الدراسة النقدية تبدأ من جنوب بلاد الشام خلال العصر الحديدي، حيث تطورت الثقافة الإسرائيلية القديمة من الحضارة الكنعانية السابقة.1 هذا التطور البطيء للكيانات القبلية والعشائرية كان هو النواة التي أدت لاحقاً إلى ظهور مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل (التاريخية والحديثة) كدولتين ملكيتين مستقلتين.
إن أقدم شهادة موثقة لـ “إسرائيل” كشعب (وليس كدولة ملكية بعد) لا تأتي من النصوص الداخلية، بل من مصدر خارجي، وهو مسلة مرنبتاح المصرية القديمة، التي يعود تاريخها إلى حوالي 1208 قبل الميلاد.1 هذا النقش يؤكد وجود هذا الشعب في منطقة التلال في كنعان قبل وقت طويل من تشكيل الهياكل السياسية المركزية التي سيتم ربطها بـ مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل (التاريخية والحديثة). يشير الباحثون إلى أن هذا الكيان كان يمثل تجمعاً قبيلياً غير موحد في ذلك الوقت.3
لفهم تاريخ مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل (التاريخية والحديثة) بشكل سليم، من الضروري معالجة التوتر المنهجي القائم في الأوساط الأكاديمية بين مدرستي “الحد الأقصى” (Maximalism) و”الحد الأدنى” (Minimalism).4 يميل الحد الأقصى إلى افتراض أن السرد التوراتي صحيح إلى حد ما ما لم تثبت الأدلة الأثرية العكس، بينما يصر الحد الأدنى على أن كل ادعاء تاريخي يجب أن يدعم بأدلة مستقلة غير توراتية.4 من اللافت للنظر أن التناقض بين السجلات المكتوبة (التوراتية) والسجلات الأثرية يصبح أكثر وضوحاً بشكل ملحوظ كلما تراجعنا في الزمن قبل القرن السادس أو الخامس قبل الميلاد.4 هذا التباين يشير إلى أن فترة ما بعد المنفى شهدت تدوين النصوص وتشكيلها النهائي، حيث كان لدى الكُتاب وصول أفضل إلى الأرشيفات أو ذاكرة الأحداث الحديثة، مما يجعل الرواية التاريخية المتأخرة لـ مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل (التاريخية والحديثة) أكثر دقة إجرائية مقارنة بالحقب التأسيسية.
مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل (التاريخية): الفصل بين الكيانين في العصر الحديدي الثاني
النقد الأثري لفرضية المملكة المتحدة
يصور الكتاب المقدس العبري وجود “ملكية متحدة” شملت إسرائيل ويهوذا في وقت مبكر من القرن الحادي عشر قبل الميلاد، تحت حكم شاول وداود وسليمان.1 كان هذا السرد الأيديولوجي عن العصر الذهبي بمثابة الأساس لشرعية الكيانات اللاحقة. ومع ذلك، يجمع المؤرخون وعلماء الآثار على غياب أي بقايا أثرية تم قبولها بالإجماع لدعم وجود إمبراطورية موحدة وكبيرة النطاق في هذه الفترة المبكرة.1 هذا الغياب أدى إلى جدل كبير حول مدى مصداقية الروايات التأسيسية لـ مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل (التاريخية والحديثة).
من الأمثلة الواضحة على هذا الجدل هو إعادة تأريخ مشاريع البناء الضخمة. فقد كشفت الأبحاث، التي استخدمت تقنية التأريخ بالكربون المشع، أن بوابات المدن والتحصينات التي كان يُعتقد في البداية أنها تعود إلى المهندسين في عهد الملك سليمان في القرن العاشر قبل الميلاد، كانت في الواقع قد بنيت في الشمال، على الأرجح في القرن التاسع قبل الميلاد.5 هذا التباين يعزز الرأي القائل بأن مملكة إسرائيل الشمالية كانت أكثر مركزية وتطوراً حضرياً في تلك الفترة المبكرة، مما يقوض فكرة التوحيد الشامل، ويسلط الضوء على وجود كيانين منفصلين ومتنافسين يشكلان مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل (التاريخية والحديثة).
خصائص الانقسام المؤكد والتباين بين الكيانين
بحلول منتصف العصر الحديدي الثاني، لا يوجد خلاف حول وجود مملكة إسرائيل في الشمال ومملكة يهوذا في الجنوب ككيانات منفصلة. يتفق المؤرخون على أن إسرائيل ظهرت كدولة منظمة بحلول حوالي 900 قبل الميلاد، ويهوذا بحلول حوالي 850 قبل الميلاد.1 وقد أظهرت مسلة تل دان، التي اكتشفت عام 1993، أن مملكة يهوذا كانت موجودة بالفعل بشكل ما بحلول منتصف القرن التاسع قبل الميلاد.6
كان التباين الجغرافي والسياسي بين جزأي مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل (التاريخية والحديثة) كبيراً. كانت مملكة إسرائيل الشمالية أكبر وأكثر ثراءً، وعاصمتها شكيم ثم السامرة. لكنها كانت تعاني من عدم استقرار سياسي متكرر وتغير في السلالات الحاكمة، وكانت أكثر عرضة للتهديدات الدولية.7 في المقابل، كانت مملكة يهوذا الجنوبية أصغر وأقل كثافة سكانية في القرون المبكرة، وعاصمتها القدس.6 إلا أن يهوذا تمتعت باستقرار سياسي فريد بفضل استمرار السلالة الداودية لحوالي أربعة قرون، كما تمحور حياتها الدينية حول هيكل القدس وعبادة يهوه، رغم فترات من عبادة الأصنام والتوفيق الديني.7 هذه العوامل سمحت ليهوذا بالبقاء لفترة أطول من مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل (التاريخية والحديثة) الشمالية.
تعكس الروايات التوراتية اللاحقة، التي تم تدوينها إلى حد كبير في يهوذا، هذا التباين من خلال عدسة أيديولوجية. حيث تصف إسرائيل الشمالية بأنها “الابن الأصغر” الذي ابتعد عن طرق الرب.5 هذا النقد اللاهوتي الموجه إلى الشمال يفسر في سياق محاولة يهوذا لترسيخ تفوقها الديني والسياسي بعد أن أصبحت القدس المركز المتبقي الوحيد بعد سقوط السامرة. يتضح من الأدلة الأثرية أن القوة الحضرية كانت في الشمال خلال القرن التاسع ق.م، مما يوحي بأن السرد الجنوبي كان محاولة لاهوتية للتعامل مع هذا التفوق السياسي والعسكري السابق في تاريخ مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل (التاريخية والحديثة).
للإطلاع على السحر الأسود وأعراضه وعلاجه
Table Title
الخاصية | مملكة إسرائيل (الشمال) | مملكة يهوذا (الجنوب) |
العاصمة | شكيم ثم السامرة | القدس (أورشليم) |
الاستقرار السياسي | أقل استقراراً، تغيير متكرر للسلالات | استمرارية السلالة الداودية (لحوالي أربعة قرون) 6 |
تاريخ الوجود المؤكد | حوالي 900 ق.م | حوالي 850 ق.م 1 |
المصير النهائي | دمرت على يد آشور (720 ق.م) 1 | سقطت على يد بابل (586 ق.م) 7 |
الأهمية الاقتصادية | أكبر وأكثر ثراءً وتأثراً كنعانياً 9 | أصغر ومحدودة الكثافة السكانية في البداية 6 |
المصادر غير التوراتية وسقوط مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل (التاريخية)
النقوش الأجنبية كشاهد على الصراع الإقليمي
تكتسب تاريخية مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل (التاريخية والحديثة) دعماً قوياً من النقوش الخارجية التي وثقت تفاعلاتهما مع القوى العظمى في بلاد ما بين النهرين والممالك المجاورة. تعتبر مسلة ميشع، التي تعود إلى القرن التاسع قبل الميلاد والموجودة في متحف اللوفر، دليلاً حاسماً، حيث تصف مقاومة موآب لحكم سلالة “بيت عمري” الإسرائيلية.10 كما تعد المسلة واحدة من أربعة نقوش معاصرة معروفة تذكر اسم إسرائيل، مما يرسخ وجود مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل (التاريخية والحديثة) في الشمال كقوة عسكرية وسياسية إقليمية ذات أهمية.
في ذات السياق، توثق المسلة السوداء لشلمنصر الثالث (825 قبل الميلاد) مشهد دفع الملك يهو، أو مبعوثه، الجزية لملك آشور.11 هذا النقش يوضح الاندماج المبكر لمملكة إسرائيل الشمالية في شبكة التبعية الآشورية. أما بالنسبة للجنوب، فإن حوليات سنحاريب الآشورية، المسماة بمنشور تايلور، توثق حملة سنحاريب عام 701 قبل الميلاد ضد يهوذا وحصاره للقدس في عهد الملك حزقيا.13 هذه السجلات الأجنبية لا تؤكد فقط وجود مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل (التاريخية والحديثة)، بل توفر تفاصيل دقيقة عن مساراتها السياسية والدبلوماسية في مواجهة التوسع الآشوري.
نهاية مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل (التاريخية) ومصائرهما المتباينة
كان مصير جزأي مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل (التاريخية والحديثة) مختلفاً بشكل حاسم. تعرضت مملكة إسرائيل الشمالية للدمار على يد الإمبراطورية الآشورية الحديثة حوالي 720 قبل الميلاد.1 وشمل هذا الغزو ترحيلاً واسع النطاق لسكان السامرة إلى مقاطعات آشورية أخرى وإعادة توطين سكان من مناطق أخرى في السامرة.14 هذا أدى إلى انقطاع عرقي وسياسي شبه كامل في الشمال.
أما مملكة يهوذا، فقد تمكنت من الصمود لفترة أطول كدولة عميلة لآشور ثم بابل.1 لكنها سقطت في النهاية على يد البابليين حوالي 586 قبل الميلاد، مما أدى إلى تدمير القدس ونفي النخبة إلى بابل.7 رغم أن هذا الحدث كان كارثياً، إلا أن عملية النفي البابلي كانت مختلفة عن الترحيل الآشوري. سمح المنفى البابلي لطبقة النخبة والحاخامات بإعادة تنظيم الإطار الديني حول النص (التوراة) بدلاً من المعبد الجغرافي. هذا النقل للعبادة إلى شكل “قابل للحمل” ساهم بشكل حاسم في ولادة “اليهودية” كدين متمركز حول النصوص، وحفظ بشكل فعال الهوية المتميزة لـ مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل (التاريخية والحديثة) عبر المنفى.15
Table Title
النقش (القرن) | المرجع التاريخي | الكيان المذكور | الأهمية |
مسلة مرنبتاح (13 ق.م) 2 | حملة الفرعون مرنبتاح | إسرائيل (كشعب) | أقدم ذكر خارج الكتاب المقدس. |
المسلة السوداء (9 ق.م) 11 | الجزية المقدمة لشلمنصر الثالث | بيت عمري/إسرائيل (يهو) | دليل مرئي على خضوع الشمال لآشور. |
مسلة ميشع (9 ق.م) 10 | حروب موآب ضد إسرائيل | إسرائيل (بيت عمري) | تأكيد صراع الشمال مع الممالك المجاورة. |
حوليات سنحاريب (8 ق.م) 13 | حصار القدس وتدمير مدن يهوذا | يهوذا (حزقيا) | توثيق غير توراتي لأزمة بقاء مملكة يهوذا. |
مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل (الحديثة): الانقطاع السياسي وإعادة التأسيس في القرن العشرين
تحليل الانقطاع السياسي والاستمرارية الثقافية
تشير الدراسات الأكاديمية المعمقة إلى أن العلاقة بين مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل (التاريخية والحديثة) هي علاقة استمرارية ثقافية وليست خلافة سياسية مباشرة. حدث انقطاع سيادي واضح امتد من الغزو الروماني (63 قبل الميلاد) حتى إعلان الدولة الحديثة في 1948.15 هذا الانقطاع يعني أن دولة إسرائيل الحديثة هي نتاج سياسي للقرن العشرين، تشكلت بفضل الحركة الصهيونية وإرث القوى الاستعمارية وتدفق الهجرات.15
على النقيض من الحكم اللاهوتي الذي ميز مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل (التاريخية والحديثة)، تعمل الدولة الحديثة ككيان علماني ذي حدود محددة، مما يفصلها عن النموذج القديم.15 ومع ذلك، فإن الصلات الثقافية والوراثية لا يمكن إنكارها. تؤكد التحليلات الجينية وجود أسلاف ليفانتيين عميقين مشتركين بين السكان اليهود والفلسطينيين في المنطقة، مما يدل على استمرارية بيولوجية وتحول عبر ثلاثة آلاف عام.15 كما أن إحياء اللغة العبرية، رغم أنها اختفت كلغة محكية لحوالي 1700 عام، يمثل خيطاً لغوياً وثقافياً متيناً يربط الحاضر بالماضي لـ مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل (التاريخية والحديثة).15
الدافع وراء التسمية: اختيار “إسرائيل” في 1948
كان قرار تسمية الدولة الحديثة بـ “إسرائيل” في 14 مايو 1948 قراراً استراتيجياً يحمل دلالات تاريخية عميقة تتجاوز الانقسامات القبلية القديمة لـ مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل (التاريخية والحديثة). تم رفض اسم “فلسطين” لتجنب الخلط مع الدولة العربية المتوقعة بعد قرار التقسيم.16 في الوقت نفسه، عارض بعض القادة، مثل غرونباوم، اسم “إسرائيل”، مفضلين “يهودا” (Judea)، لأنه الاسم الذي تبناه الشعب بعد العودة من المنفى (Yehudim).17 لكن القيادة الصهيونية فضلت “إسرائيل” لأنه مصطلح شامل يشير إلى الأمة بأكملها (“أبناء إسرائيل” – البعد الذي أشار إليه يعقوب).3 هذا الاختيار مكّن من تجاوز التوتر القديم بين إسرائيل (الشمال) ويهوذا (الجنوب) وتقديم الدولة الجديدة كإعادة تأسيس لـ “أمة إسرائيل” ككل، وليس مجرد سليل لـ مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل (التاريخية والحديثة) الجنوبية. تشير الدراسات إلى أن الدولة الحديثة يمكنها أن تدعي شرعية ثقافية ودينية كوارث للكيان القديم، لكنها ليست استمراراً في التتابع السياسي الصارم.15
للإطلاع على خرافة اسرائيل الكبرى
مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل (الحديثة): التوظيف الأيديولوجي للغة والجغرافيا
الخلط الاستراتيجي للمفاهيم التاريخية
يُعد استغلال المفاهيم التاريخية لـ مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل (التاريخية والحديثة) في الخطاب السياسي الحديث ظاهرة معقدة. يشير الأكاديميون إلى أن السياسيين يقومون بدمج وتوحيد الأبنية التاريخية القديمة والكيان السياسي الحديث لتحقيق ميزة استراتيجية، مما يؤدي غالباً إلى إخفاء الفروق التاريخية الدقيقة.15 إن هذا الخلط يسمح بتقديم الدولة الحديثة كاستعادة طبيعية ومباشرة لحكم آلاف السنين، بدلاً من الاعتراف بها ككيان مُعاد تأسيسه بعد انقطاع طويل.
“يهودا والسامرة”: إعادة تملك المصطلح الجغرافي
يظهر التوظيف الأيديولوجي للغة بشكل جلي في استخدام مصطلح “يهودا والسامرة” (Judea and Samaria) للإشارة إلى الأراضي المعروفة دولياً باسم “الضفة الغربية”.18 هذا المصطلح، الذي يروج له المستوطنون الإسرائيليون وبعض الأحزاب السياسية، يستند بشكل مباشر إلى الأسماء القديمة التي كانت تمثل قلب
مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل (التاريخية والحديثة).
إن استخدام “يهودا والسامرة” ليس مجرد تغيير في المفردات، بل هو “تمرين خبيث في المراجعة التاريخية”.18 الهدف من هذا التحول اللغوي هو تبرير التوسع الاستيطاني وإضفاء الشرعية على المطالبات الإقليمية بناءً على أساس توراتي، مما يساهم في محو الهوية الفلسطينية من هذه المنطقة الجغرافية.18 والمثير للتحليل الأكاديمي هو أن “السامرة” (التي تمثل مملكة إسرائيل الشمالية) كانت تاريخياً منافساً لاهوتياً وسياسياً ليهوذا. ولكن في الخطاب الحديث، يتم دمج الاسمين لتوحيد المطالب الإقليمية وتعظيمها، باستخدام كامل النطاق الجغرافي لـ
مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل (التاريخية والحديثة) ككل.
المقارنة بين الحدود القديمة والحديثة
على الصعيد الجغرافي، لا تتطابق حدود الدولة الحديثة مع الحدود القصوى المزعومة لـ مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل (التاريخية والحديثة). فخلال ذروة الحكم، تشير الروايات إلى أن المملكة امتدت من نهر الفرات في الشرق إلى نهر مصر في الغرب.19 لكن حدود إسرائيل الحديثة، التي تحددت في 1948، تختلف تماماً.20 هذا يؤكد أن الإشارة إلى
مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل (التاريخية والحديثة) في الخطاب السياسي المعاصر هي إطار أيديولوجي وتراثي لتعزيز الشرعية، وليس مرجعاً دقيقاً لسيادة جغرافية متصلة ومطابقة للحدود القديمة.
مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل (التاريخية والحديثة): الخلاصة والتحليل النهائي
في الختام، يكشف التحليل الأكاديمي لتاريخ مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل (التاريخية والحديثة) عن تباين جذري بين الطابع التاريخي للكيانين القديمين وبين الدولة الحديثة. إن الممالك القديمة، إسرائيل (الشمال) ويهوذا (الجنوب)، كانتا كيانين سياسيين وجغرافيين منفصلين ومؤكدين من خلال سجلات غير توراتية قوية تعود إلى القرن التاسع قبل الميلاد. وقد أدى مصيرهما المتباين (دمار إسرائيل الآشوري في 720 ق.م، ونفي يهوذا البابلي في 586 ق.م) إلى تشكيل مسار مختلف لاستمرارية الهوية.
تؤكد الأبحاث المعاصرة أن إسرائيل الحديثة يمكنها أن تدعي بشكل موثوق كونها الوريث الثقافي والديني لـ مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل (التاريخية والحديثة)، وذلك بفضل استمرارية الجينات، وإحياء اللغة العبرية، والحفاظ على الطقوس الأساسية.15 ومع ذلك، تؤكد الدراسات أن الدولة الحديثة ليست استمراراً سياسياً مباشراً أو خلافة متصلة للممالك القديمة، بل هي إعادة تأسيس سياسي وقعت بعد انقطاع سيادي دام ألفي عام.15 إن الفهم الدقيق لـ مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل (التاريخية والحديثة) يتطلب التمييز بين هذه المستويات المتعددة: الكيانان المنفصلان في العصر الحديدي، والانقطاع السياسي الحاد، وإعادة التأسيس الثقافي والسياسي في القرن العشرين. التحدي الأساسي في النقاش المعاصر يكمن في الفصل بين البحث التاريخي الدقيق والاستخدام الأيديولوجي للمصطلحات الجغرافية القديمة، مثل “يهودا والسامرة”، لتعزيز المطالبات الإقليمية في الحاضر.15
المراجع:
- History of ancient Israel and Judah – Wikipedia, , https://en.wikipedia.org/wiki/History_of_ancient_Israel_and_Judah
- Merneptah Stele – Wikipedia, , https://en.wikipedia.org/wiki/Merneptah_Stele
- Haaretz | Archéologie : Sur l’évolution de l’auto-identification juive de Juda à « Israël » : r/Judaism – Reddit, , https://www.reddit.com/r/Judaism/comments/1kihkn6/haaretz_archaeology_on_the_evolution_of_jewish/?tl=fr
- Maximalists and Minimalists – Livius.org, , https://www.livius.org/articles/theory/maximalists-and-minimalists/
- 1. La Bible, l’archéologie et la formation des identités modernes | Cairn.info, , https://shs.cairn.info/l-avenir-du-passe–9782707154958-page-169?lang=fr
- Kingdom of Judah – Wikipedia, , https://en.wikipedia.org/wiki/Kingdom_of_Judah
- Kingdoms of Israel and Judah | Religions of the West Class Notes – Fiveable, , https://fiveable.me/religions-of-the-west/unit-1/kingdoms-israel-judah/study-guide/e7wSOsFGhMVEFdvZ
- Israel and Judah: Difference Between the Two Kingdoms, , https://firmisrael.org/learn/israel-and-judah-two-kingdoms-and-their-differences/
- The Archaeology of Israelite Society in Iron Age II, , https://lisa.biu.ac.il/files/lisa/shared/faust-2012-israelite_society-bib.pdf
- Mesha Stele – Wikipedia, , https://en.wikipedia.org/wiki/Mesha_Stele
- obelisk | British Museum, , https://www.britishmuseum.org/collection/object/W_1848-1104-1
- Artifact of the Month: Black Obelisk of Shalmaneser III – BiblePlaces.com, , https://www.bibleplaces.com/blog/2014/04/artifact-of-month-black-obelisk-of/
- Sennacherib’s Annals – Wikipedia, , https://en.wikipedia.org/wiki/Sennacherib%27s_Annals
- Assyrian Deportation and Resettlement: The Story of Samaria – TheTorah.com, , https://www.thetorah.com/article/assyrian-deportation-and-resettlement-the-story-of-samaria
- Modern Israel and Ancient Israel: A Comprehensive Scholarly …, , https://www.faf.ae/home/2025/7/10/modern-israel-and-ancient-israel-a-comprehensive-scholarly-review-of-continuity-credentials-and-political-context
- Israeli Declaration of Independence – Wikipedia, , https://en.wikipedia.org/wiki/Israeli_Declaration_of_Independence
- 1948: Why the name Israel?, , https://scholar.harvard.edu/files/martinkramer/files/1948_why_the_name_israel.pdf
- The Judea & Samaria Act is a blueprint for US-Israel complicity – The New Arab, , https://www.newarab.com/opinion/judea-samaria-act-blueprint-us-israel-complicity
- Biblical Boundaries of the Land of Israel, , https://theisraelbible.com/biblical-boundaries-land-israel/
- Les royaumes d’Israël et Juda face à l’empire néo-assyrien – Histoire à la carte, , https://www.histoirealacarte.com/bible-et-histoire/les-royaumes-d-israel-et-juda-face-a-l-empire-neo-assyrien